إِلَى اللاشَيْءِ شَيْئَاً بَيْنَ فَكَيِّ العَبَثِ، وَأُزْعِجُ رُمُوشَكَ اللازُورْدِيةِ عَلَى مَقْبَرَتِي وَمَقْبَرَةِ ذَاكِرَتِي، أَتَنَاثَرُ وَرَاءَ دُمُوعِي بِلَا لِحَاءٍ وَبِلَا سَمَاء، مَعْ بَعْضِ وَجَعِي تَدْفُنُني حَيَةً بَرْزَخِيَةَ الشَّوْكِ وَالوَرْدِ وَمَا بَيْنَهُما مِنَ المَجَازِ.
تَبْنِينِي هَبَاءً بِلَا أَعْمِدَة، وَدَمِي يَقْطُرُ بَنَفْسَجِيَّ الوَجَعِ مُزْرَقَ الدَّمْعِ، تُسْدِلُ يَا أَنْتَ الزًّيْزَفونَ فَصْلَاً بَيْنَ قَمَاقِمِ وَجْهِي المَحِيق، تَتْرُكُ المَوْتَ بِلَا مَوْتِي، وَتَتَنَاثَرُ فِي كَبِدِ الحَقِيقَةِ رُبْعاً مِنَ المَوْتِ وَمَوْتِي لَا شَيءَ وَلَنْ يَكُونَ أمام آلِهَةِ الشَّكِ. أَلَا تَرَى مَمَالِكَنَا هُناكَ وَيَومُ الاثْنَيْنِ يُشَقِقُ أَوَلِي، بَقِيَ أَقَلُ مِنَ الحَقِيْقَةِ لِأَتَذَكَرَ مَقُبَرَتِي المُسْتَدِيرَةِ عَلَى أَخْمَصِ سِفْرِيالأَوَلِ وَتَلْمُودِي الشّّرْقِيّ.
أَلَا تَرَى حَقِيبَتِي وَدَرْويش وَجَعِي، أَمُوتُ مَرَتَيْنِ بَعْدَ دَرْويش وَتَنْحَجِبُ أَصَابِعُ الهَمْسِ بِلَا أَزِيزٍ لِلطَعَنَات، وَأَكْتُبُ اسْمِي المَقْضومَ فِي صَفْحَةِ الوَفَياتِ انْتِهاءُ حَنْجَرَة ...يَرْكُضُ جُرْحُكَ المَفْتوحُ عَلَى وَجَعِ، وَتَنْدَمِلُ مَسَامَاتِي مَع أَوْلِ خُسوفٍ يَخْلَعُ ذَاكِرَةَ الحَرْب
سَأَفْقِدُ غَدَاً ذَاكِرَتِي لِأَنْسَى مُرورِي فِي الحَيَاةِ حَقِيقَة، وَسَأَخْلَعُ كُحْلِي الفِضِيِّ عِنْدَ حَائِطِ البُرَاقِ، وَأُغْلِقُ المَسْرَحِيَةَ الضَبَابِيةَ طَعْنَةً بَعْدَ وَرْدَة، سَآتِي إِِلَيْكَ فِي مُظَاهِرَةٍ صَامِتَةِ الشَكْوَى مُتَمَرِدَةً عَلَى كُلِّ المَرَايا المُشَقَقَة، وَفِي حَنْجَرَتِي تَسَمُمٌ زِئْبَقِيُّ المَلْمَس ..
مَكَسَفَةَ السَنَابِلِ أَعُودُ لِأُمَارِسَ الفَصْلَ الحَادِي وَالأَرْبَعِينَ مِنْ مَوتِي، عَلَى مَتْنِ مَوْجَةٍ بَاكِيَةٍ وَحِيدَةً بِلَا بَحْرٍ وَبِلَا مَنْفَى.
سَأَقْتُلُ الليْلَةَ ذَلكَ القُنْدِسِ المُصْفَرِ الذَي يَرْثِيني وَيَرْثِي أَرْجَاءَكَوَكُلَّ الشَامِتِين، سَأُسْدِلُ فَصْلَ المَجَازِ وَفَصْلَ القِمَارِ وَمَغَارَةَالشَّفَقِ الأَزْرَقِ، وَسَأُطْفِئُ لَيْلِي النَّارِيِّ عَلَى لَحْنِ شَمْعَة.
خَسَارَتِي عَنِيفَةُ اللحْظِ، انْتَخَبْتُ القَزَّ عَلَى أَطْلالِ غُرْبَتِي لَا لِكَي أَخْسَرَ، وَإِنَمَا لِأَنْسَى مُلُوحَةَ العَاصِفَةِ المُسْتَطِيلَةِ ...سَتَقْضِي الأَنْيَابُ إِجَازَةً عَلَى شَفَا حَجَرِ نَرْدٍ مُحَنَطِ الوَجْه، سَأَنْسَى كُلَّ الاقْتِحَامَاتِ الهَارِبَةَ وَاًََضَعُ عِنْدَ مَقْبَرَتِي تِمْثَالَاً لِلقُنْدِسِ وَإِبْهَامَكَ..
أَلَا تَصْلُبُكَ كُلُّ القِطَعِ؟ أَلَمْ أَكُنْ مُجَرَدَ ضَمِيرٍ يَنْتَهِي مَع كُلِّ اغْتِيَالٍ أَخْضَر؟! لِمَاذَا لَا تُغَطِي عَوْرَةَ الوَرْدِ، وَتَخْتَصِرَ قَارِعَةَ الطُبُولِ المُحَنَطَةِ عِنْدَ جُثَتِي؟!!
سَأَبْحَثُ عَنِ المُسْتَحِيلِ فِي نَبِيذِ العَنْكَبوتِ، وَفِي شِفَاهِ الأَحْذِيةِ، لِكَي لَا أنْتَهِكَ حُرْمَةَ الوَجَعِ ...وَوَجَعِي .
لَنْ أَضُمَكَ لِدَرْويش وَلَنْ أَلْصقَ صُورَتَكَ عِنْدَ مِشْنَقَةِ الرَحِيلِ، سَأَكْتُبُ أَوَلَ خَرْبَشَةٍ فِي دَرْسِنَا الأَوَلِ – مَرَرْتَ مِنْ هُنَا – وَسَأَدْفَعُ ثَمَنَ لَافِتَةَِ الدُخَانِ المُتَطايِرِ عَلَى مَرَاسِيمِ الوَرَقِ وَالحِبْرِ وَكُلِّ عَضَاتِ القَنَابِلِ .
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق